بيضة الديك
إن النساء أمثالك تعشقن الرجال أمثال بُرَعي أو أقوم قليلاً، لأن عواطفهن يعوزها كيان مضاد يتسع لها....أو تنفر منه....إليه. وهذا الكيان الوحيد ـ بطبيعة الحال ـ هو ما منحك إياه النصيب. برعي الذي جعل من عقله وأذنيه دلاء تضخ فيها أمه وأخواته البنات عصارة كيدهن. أجسادهن ثقيلة، عيونهن بنادق وحديثهن معجونٌ بالأسمنت.
برعي آثمٌ قلبه. يعلم جيدًا أن حيواناته المنوية هي التي تضن عليه بالولد؛ ومع ذلك يريده. يريد الولد!
أين هو الآن، وأنت تنوئين بتسعة أشهر حمل على سرير متسخ الملاءة في غرفة الطبيب الوحيدة هنا؟
تطردين تحفز روحية، الأخت الكبرى لبرعي، الموجه للجزء المنتفخ من بطنك وبناتك الخمس الباكيات لتحدقي في سقف الغرفة تحاولين تبين وجه الله....
ـ يا رب امنحه الصبي.
الصبي الذي قد ينور حياتك، حياتك؟! ملك المتسامرين على المصاطب تتلون برضاه وتكفهر بغيظهم..
تلصقك الانقباضات بعظم السرير؛ وتعصر غددك الدمعية. ثمة ألف قسوة في لحظة الخلوة هذه. تعضين شفتك السفلى وتتقافز الصور الرمادية أمام عينيك:
روحية تفتح ذراعيها فتحة تناسب مقاس جسدك المتشقق وتجعلك ترتمين في تفاصيل جسده وطرقعة نفاق قبلاتها في الفراغ بجانب خديك. برعي يهجرك في الفراش شهرين بعد الفتاة الخامسة. ثم روحية تقول:
ـ عاقر من لم تنجب الرجال..ديك في حظيرتنا الكبيرة!!
تقذفين بصرخةٍ ترج عراء الروح...
ـ ماذا لو لم يأت الولد؟
تموتين بالسكتة القلبية قبل أن يرميك برعي بثلاث طلقات بائنات نافذات؟! ينغرس في لحمك رصاص شماتة روحية وأخواتها؟ ماذا لو لم يأت الولد؟ أستنطفئ جذوة العيش، وينغلق دفتر عشقك لـ"برعي" الذي يقتات من طاقتك؟! هل كنت تضحكين حينها حقًا؟!
ـ يا رب امنحه الصبي هذه المرة.
ماذا تفعلين والبوح انهزام والذات أطلال وعناكب والمسافات بلاد الله خلق الله؟!
تصرخين صرخة كأنها مكابدة التكوين الأول. الغضب الراسخ في أعماقك يستنسخ من صرختك الأولى انفجارات عديدة...
يدفع الطبيب باب الحجرة أمامه وقد جاشت مراجله. يقذف في وجهك كلمات لا تحددين ملامحها. ويرفض تخديرك كليًا..
قبيلة تترية من الانقباضات طويلة ومتقاربة تنهش الجزء السفلي من ظهرك...تزحف إلى الأمام. إلى الأمام كالصراخ الذي كاد أن يثقب طبلة أذنيه. يصفعك بكف من الغيظ. تفقد الدموع حنجرتها. تشعرين بأن ما يسمى كرامتك يفترش الطريق الزراعي. يتبخر تشنج عضلاتك أمام ثورته، فيشكل الجسد النيئ مدفعًا يقذف هذا الذي يتمناه الجميع ذكرًا. ينبثق كبد بكر من ألمك...شعره كؤوس الذهب وعيناه في نقاء نيل لا تبخ فيه المصانع روثها، جلده يكشف كل أسرار دمه..
وأخيرًا تنهيدة منك مرتاحة ووردية تعلق بين الروح والجسد!
يتلقفونني بالبسملة ولزوجة القبل، يفعصونني بمحبة بدائية تجعل من ساعة الميلاد الأولى عذابًا صغيرًا.
حين وضعوني في التجويف بين ذراعيك وجانب صدرك الأيمن، رأوا فناجين الدم الزاحف على الملاءة.
ليتك تصرخين الآن، يا أمي!
إن النساء أمثالك تعشقن الرجال أمثال بُرَعي أو أقوم قليلاً، لأن عواطفهن يعوزها كيان مضاد يتسع لها....أو تنفر منه....إليه. وهذا الكيان الوحيد ـ بطبيعة الحال ـ هو ما منحك إياه النصيب. برعي الذي جعل من عقله وأذنيه دلاء تضخ فيها أمه وأخواته البنات عصارة كيدهن. أجسادهن ثقيلة، عيونهن بنادق وحديثهن معجونٌ بالأسمنت.
برعي آثمٌ قلبه. يعلم جيدًا أن حيواناته المنوية هي التي تضن عليه بالولد؛ ومع ذلك يريده. يريد الولد!
أين هو الآن، وأنت تنوئين بتسعة أشهر حمل على سرير متسخ الملاءة في غرفة الطبيب الوحيدة هنا؟
تطردين تحفز روحية، الأخت الكبرى لبرعي، الموجه للجزء المنتفخ من بطنك وبناتك الخمس الباكيات لتحدقي في سقف الغرفة تحاولين تبين وجه الله....
ـ يا رب امنحه الصبي.
الصبي الذي قد ينور حياتك، حياتك؟! ملك المتسامرين على المصاطب تتلون برضاه وتكفهر بغيظهم..
تلصقك الانقباضات بعظم السرير؛ وتعصر غددك الدمعية. ثمة ألف قسوة في لحظة الخلوة هذه. تعضين شفتك السفلى وتتقافز الصور الرمادية أمام عينيك:
روحية تفتح ذراعيها فتحة تناسب مقاس جسدك المتشقق وتجعلك ترتمين في تفاصيل جسده وطرقعة نفاق قبلاتها في الفراغ بجانب خديك. برعي يهجرك في الفراش شهرين بعد الفتاة الخامسة. ثم روحية تقول:
ـ عاقر من لم تنجب الرجال..ديك في حظيرتنا الكبيرة!!
تقذفين بصرخةٍ ترج عراء الروح...
ـ ماذا لو لم يأت الولد؟
تموتين بالسكتة القلبية قبل أن يرميك برعي بثلاث طلقات بائنات نافذات؟! ينغرس في لحمك رصاص شماتة روحية وأخواتها؟ ماذا لو لم يأت الولد؟ أستنطفئ جذوة العيش، وينغلق دفتر عشقك لـ"برعي" الذي يقتات من طاقتك؟! هل كنت تضحكين حينها حقًا؟!
ـ يا رب امنحه الصبي هذه المرة.
ماذا تفعلين والبوح انهزام والذات أطلال وعناكب والمسافات بلاد الله خلق الله؟!
تصرخين صرخة كأنها مكابدة التكوين الأول. الغضب الراسخ في أعماقك يستنسخ من صرختك الأولى انفجارات عديدة...
يدفع الطبيب باب الحجرة أمامه وقد جاشت مراجله. يقذف في وجهك كلمات لا تحددين ملامحها. ويرفض تخديرك كليًا..
قبيلة تترية من الانقباضات طويلة ومتقاربة تنهش الجزء السفلي من ظهرك...تزحف إلى الأمام. إلى الأمام كالصراخ الذي كاد أن يثقب طبلة أذنيه. يصفعك بكف من الغيظ. تفقد الدموع حنجرتها. تشعرين بأن ما يسمى كرامتك يفترش الطريق الزراعي. يتبخر تشنج عضلاتك أمام ثورته، فيشكل الجسد النيئ مدفعًا يقذف هذا الذي يتمناه الجميع ذكرًا. ينبثق كبد بكر من ألمك...شعره كؤوس الذهب وعيناه في نقاء نيل لا تبخ فيه المصانع روثها، جلده يكشف كل أسرار دمه..
وأخيرًا تنهيدة منك مرتاحة ووردية تعلق بين الروح والجسد!
يتلقفونني بالبسملة ولزوجة القبل، يفعصونني بمحبة بدائية تجعل من ساعة الميلاد الأولى عذابًا صغيرًا.
حين وضعوني في التجويف بين ذراعيك وجانب صدرك الأيمن، رأوا فناجين الدم الزاحف على الملاءة.
ليتك تصرخين الآن، يا أمي!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق