استعارة من منعم الفقير:

أسدلتُ الستارة
أحكمتُ
إغلاق النافذة
أشعلتُ
شمعة
أعددت الطاولة
مرحبا
وداعيا إلى الحديث
نفسي

الاثنين، 2 فبراير 2009

مقال نشرته مجلة الثقافة الجديدة هذا الشهر عن الكاتب الكبير محمد المخزنجي

كان عرشه على الماء
نظرة على الأنساق المعرفية في مجموعة أوتار الماء لمحمد المخزنجي
أسماء شهاب الدين
ما من شك يعتري أي متابع للأدب المكتوب بالعربية في رقي المكانة التي يحتلها د. محمد المخزنجي في فن القصة القصيرة العربية، هذه المكانة التي نُحتَت عبر سنوات طوال من الدأب الصموت، والإخلاص الواعي، والرؤى الفنية والمعرفية المختلفة بل والمتجاوزة للسائد والمتاح في آحايين كثيرة. إن محمد المخزنجي هو الامتداد الجميل للرائد الكبير يوسف إدريس؛ لكنه ليس امتدادا استنساخيا، ولا هو ذلك الامتداد الذي يعتمد على التطور الطبيعي المنبني على مرورالزمن وتراكم الخبرات الأدبية بالنسبة لهذا النوع الأدبي المميز، وإنما هو امتداد ارتقائي تضمّن تناميا تطوّريا ـ في اتجاه الأعقد وظيفيا والأكثر جدلية ـ على أصعدة عدة منها اللغة، التقنيات الفنية، الانفلات من الأيديولوجي المحلي إذا جاز التعبير، والقضايا الكبرى التي أخلصت لها الأجيال السابقة إلى الإنساني بمعناه الأشمل .. الإنساني عبر الروح بنوازعها التي تتشابه في البشر كلهم رغم اختلاف الأجناس والأعراق، ميكانيزمات دفاعها، صراعاتها الداخلية العميقة، أفكارها الخاصة جدا، وتجاربها الذاتية، وصدماتها الانفعالية، والأهم من هذا كله الروح باعتبارها الوظيفة الأعلى للعقل الإنساني ومصدر عاطفته والمتحكمة في وجدانه. كذلك يخرج المخزنجي ببساطة من مأزق المجايلة بفضل ما أنجزه من مشروع قصصي. فالمجايلة تكاد تضع الكُتاب في ترتيب هيراركي يبخس البعض حقوقهم؛ بينما يضع البعض على رأس الهرم. بالإضافة إلى أن الفواصل الزمنية الصارمة تكاد تكون فكرة غير عملية ومجحفة إذا ما طُبقِّت ببساطة على المنجز الأدبي عمومًا، كما أن الدرس التاريخي يقول بأن الإبداع الجميل يتحدى الزمن.
لسنا هنا بصدد بيان يقرر تميز القصة القصيرة عن الأجناس الأدبية الأخرى، أو بعمق الرؤية فيها مقابل شمولية الرؤية في الرواية وغيرها من المقولات الصحيحة والتي للأسف لا ترد الاعتبار للقصة القصيرة في واقعنا الأدبي الراهن. إنما بين أيدينا هنا دليل ملموس على ذلك. لدينا كتابة جادة وجليلة في هيئة أدب حقيقي اتخذ من القصة القصيرة وعاءً له واتسع لأنساق معرفية شتى كانت الرواية تستأثر بها حصريًا كنتيجة لفهم قاصر لمبدأ الوحدة الفنية في القصة القصيرة. ارتبط هذا أيضًا ـ وبشكل غريب ـ بالأقصوصة أو القصة القصيرة جدًا التي استفحلت كصرعة أو موضة أدبية ألحقت هزائم صغيرة بهذا الفن الجميل. بل وبدا الأمر وكأن بينهما علاقة سببية مباشرة. ولطالما عزف النقاد على نغمة القصة القصيرة جدًا ومنحوها أكبر مما تستحق من تشريف نقدي، وهذا بالطبع لا ينفي وجود تجارب جيدة جدًا في هذا النوع لكنها قصة تعتمد تقنيات مكررة قوامها المفارقة ومخاطبة عقل القاريء عبر الخدع الصغيرة والألغاز والأحاجي لأن الغموض يعتريها في كثير من الأحيان. كما تجنح إلى تنميط البشر حيث لا يسمح قصرها بتعريف القاريء بأي تكوين نفسي مغايرأو حتى بناء جسدي للشخصيات كما لا تتسع قصة لا تجاوز الصفحة الواحدة في الغالب لطرح الشخصية عبر خلفياتها المعرفية لتبرير سلوكها ومواقفها العاطفية. إن مساحة العاطفة أو الخطاب الوجداني فيها اعتمد على اللغة المجازية بما تحمله من دفقات شعورية مما أفقده المصداقية. أزعم أن لحظة التنوير الأدبية هي لحظة تتضافر فيها العاطفة (التي يُصَدّرها الكاتب للقاريء عبر كشفه لدقائق الصراع والمآزق الشعورية لأبطال قصصه) والمنطق العقلي على حد سواء. إنهما ما يجعلاننا ـ بشرط كونهما مجتمعيْن معًا ـ نغير مواقفنا الفكرية على الدوام، وهو الغاية الأسمى للأدب. ويبدو الشكل المرن من القصة القصيرة ـ الطويل غالبًا ـ هو الملائم بشكل منطقي لإحداث التغيير أو التنوير، بل وتحميل الأنساق المعرفية كما في هذه المجموعة. من ناحية أخرى يبدو القول الذي مفاده أن المعرفة العلمية تخاصم الفنيات المتداولة وتثقل السرد، يبدو من قبيل المغالطات التي لا تنبري تدفع الأدب بقصدية نحو التجمّد والفراغ؛ كما أنها تفترض قارئا منقوص الذكاء وتهبط بمستويات التلقي المحتملة إلى الحدود الدنيا، ولنا في الأدب العالمي أسوة حسنة، وفي منجز القصة القصيرة العالمية تحديدا ما يقيم الدليل على هذا المنظور. لقد كتب المخزنجي هذا النوع من القصة وإن أجاد فيها وتجاوز من كتبوه، إلا أننا نلحظ أنه في مجموعة (أوتار الماء) قد هجر هذا الشكل، وفي اعتقادي أنه قد فعل هذا بدافع تقني مشوب بتوابع مراجعة النفس عبر منجزها السابق. لقد كان يتبع عقله وقلبه.
يبدأ المخزنجي هذه المجموعة التي اعتبرها نقطة تحول في مشروعه الأدبي باقتباس علمي على غير العادة التي جرت بالبدء بسطور من الشعر أو نصوص من المنجز الأدبي السابق مثلا، وهو يحيلنا إلى نظرية الأوتار الفائقة وتعتمد فكرا فيزيائيًا جديدًا فيما يتعلق بالكيفية التي تشكل بها هذا الكون حولنا. تقول هذه النظرية من خلال معادلات رياضية معقدة أن الأشياء مكونة من أوتار حلقية أو مفتوحة متناهية في الصغر لا سمك لها. هذه الأوتار تتذبذب فتصدر نغمات يتحدد بناء عليها طبيعة وخصائص الجسيمات الأكبر منها مثل البروتون والنيوترون والالكترون وغيرها واضعة في حسبانها كافة قوى الطبيعة كالجاذبية والكهرومغناطيسية والقوى النووية، وتوحدها في نظرية واحدة، تسمى النظرية الأم. كما تحيلنا بطبيعة الحال إلى عنوان المجموعة أوتار الماء ويرمز الماء هنا إلى الأوتار الفائقة التي كانت ساكنة قبل خلق الكون ثم وضع سبحانه وتعالى الحركة بمطال كبير في نقطة من الأوتار الفائقة التي تملأ الفراغ وعند الانفجار الكبير توزعت الحركة من النقطة إلى النقاط المجاورة وتولدت المادة والطاقة والله تعالى يقول قبل خلق الكون: "وكان عرشه على الماء" ويقول أيضا في كتابه الكريم: "وجعلنا من الماء كل شيء حي". إنه مستهل لبداية الكون ومادة الحياة كلها.
لا يتوانى المخزنجي عن طرح المعرفة في قصص المجموعة كلها ولا يمكننا أن نتجاهل مهنة المخزنجي فهو طبيب بالأساس، وليس أي طبيب. إنه متخصص في الطب النفسي وهو من أكثر فروع الطب إثارة للجدل، ولعل الأطباء كلهم يعرفون ما يمثله اختيار الطب النفسي كتخصص من تحدٍ لذواتهم إذ أنه يتطلب مهارات تواصلية عدة وعقلا منفتحا، وثقافة واسعة وكلها أمور شكلت أنساقه المعرفية خلال الكتابة. جدير بالذكر أن المؤرخ الأمريكي جان جولدشتين أكد ـ معتمدا على فهمه للغة كإنعكاس دقيق للواقع المعيش بشكل أساسي ـ على أنه في فرنسا بدأوا في استخدام تعبيرات مثل home special أو الرجل الخاص أو الاستثنائي ليصفوا ذلك الطبيب الذي يتخصص في فرع من فروع الطب مثل الطب النفسي. ألا ينطبق هذا على المخزنجي وكتابته بشكل أو آخر؟ لنقرأ مثلا هذا المقطع من قصة "ذلك الوميض": "واصل يقينه في اللامعقول تحت سماء الليل وهو يري الزوجين يهيمان بقربه، أراحهما البوح كثيرا فاستعادا الكثير من عافيتيهما اللتين انهارتا بعد الموت الذي اختطف منهما الطفل في شهره الثالث، كانت انفاسه ووجهه الوديع النائم في النهار حصاة تسند تداعيهما المؤجل، وجاء موته الباكر ليجعلهما يتداعيان في جمدة كتمثالين من الشمع، ولولا أن اكتشف جيرانهما غيابهما الذي امتد خمسة ايام كاملة لقضيا من العطش والجوع وهما في هذه الجمدة، كانا في حاجة لمن يصدق ألمهما الخارق لكي يواصلا ما تبقي لهما من حياة، وكان هو من صدق ذلك وإن متأخرا، لم يخرجهما من الجمدة بنوبات التشنج التي تحدثها الصدمات الكهربائية، ولم يستعمل معهما مضادات الذهان الساحقة، فقط صدق ألمهما، ولم لا، لم لا تكون السنوات العشر الطويلة مع القطط كأطفال بدائل قد صبغت نفس الأم المحرومة من الاطفال بطابعها، وعندما حملت انصاع الجسد لخبيئة النفس التي لم ترتو اشواقها إلا ببنوة القطط، جاء المولود بعيون في شبكتيها مزيد من الخلايا العصوية الحساسة للضوء وخلايا التابيتوم التي تركز النور وتعكسه وهجا فسفوريا كما عيون القطط في الليل، يالهذا الليل".
على أن المستوى الأعلى من التأويل يكشف عن موقف مضاد للتنميط الذي يستند إليه الطب النفسي الذي يضع المعاناة النفسية والعقلية في إطار طبي ويفترض للقضاء عليها حلولا طبية (الصدمات الكهربية، مضادات الذهان الساحقة) بل ينظر إلى الأمر باعتباره أسلوب حياة اختاره الفرد أو أن يد الله قد وضعته في التجربة حتى يخرج من خلالها بخلق جديد، أو إبداع مثمر أو اكتشاف قيم للإمكانات الخفية في ذاته. نلاحظ أن الطبيب هنا (والذي يواصل يقينه في اللامعقول) لم يفعل غير تصديق ألمهما، وياله من علاج! يردني هذا للمدرسة المضادة للطب النفسي والذي يتبناها البعض والتي دوما ما تقدم فلسفة ممتعة وجميلة على حد قول د. أحمد عكاشة الطبيب النفسي الشهير، لكنها لم تجد الحلول على أرض الواقع، وإنما في أدب المخزنجي. لا يهمنا الواقع في هذا المضمار لأننا لا نحكم على الأدب بمدى اقترابه من الواقع أو بعده عنه، وإنما بما أقنعنا به وتعاطفنا معه كما أشرت.
في قصة رنين أوتار الماء، يواصل المخزنجي محاكمته للطب النفسي من خلال إحدى أهم وأعقد ظواهر الذهان المعروفة وهي الهلاوس السمعية، يقول المريض مخاطبًا طبيبه في رسالة: "'‏ أتذكرك بشدة فأنت طبيب من اثنين بين عشرات الأطباء الذين عرضت عليهم حالتي ووضعتما احتمالا مختلفا لتفسير الأعراض التي كنت أنا نفسي أظنها بوادر جنون كانت حالة مدهشة لرجل لا يستحم ولا يغتسل ويمتنع عن الطعام اكتئابا عندما تمطر. الرجل الذي اعتاد مع انطلاق الماء من صنبور أو أي مصدر آخر أن يسمع بكاء أطفال وعويل نسوة وانتحاب رجال وأصوات مبهمة صارخة تتلاحق مفزعة‏.‏ كلهم شخصوا حالتي ضمن دائرة الفصام وقالوا عن الأعراض أنها هلاوس سمعية‏.‏ وقد سألتني أنت مرة السؤال الذي لم يوجهه لي طبيب آخر‏:‏ وماذا تظن حالتك كيف يمكن أن تفسرها يومها لم يكن لدي تفسير لكنني كنت متيقنا أنها ليست هلاوس‏.‏ إنها أصوات حقيقية أسمعها".
وإذا كان الطب النفسي يضع الهلاوس السمعية في خانة المرض، فالمخزنجي يضعها في خانة التجربة المثيرة، وهذا ليس بجديد أو مستبعد على الفن، ففي فيلم الحاسة السادسة لبروس ويليس، يعاني طفل في مرحلة ما قبل المراهقة من هلاوس سمعية وبصرية ويشخصه الأطباء بفصام مبكر، لكن وبالإنصات إلى هذه الأصوات يكتشف الطبيب أن الطفل يرى ويسمع استغاثات حقيقية لأناس أبرياء راحوا ضحية الجرائم أو الحوادث ويقومون بإرشاده إلى مرتكبي تلك الجرائم. هنا يتحول المرض إلى هبة أو موهبة أو إلى تجربة فريدة (يتوسل الكاتب بالتفسير الفيزيائي للصوت لتكوين أعمدة منطقية يستند إليها تعاطفنا مع بطله) تفضي إلى خلاص الروح كما في هذه القصة.
يسيطر الميتافيزيقي على الحدث في القصة الأولى "تلك الحياة الفاتنة". سيارة تدهس قطة، فيراها مكومة ميتة وفي نفس اللحظة يراها تفر ناجية، ويستخدم حسابات الروح في مقابل قوانين هذا العالم وتنتصر حسابات الروح عند الناس كلهم، زوجته التي نجت من النزيف مرتين، وكل الناس الذين يمشون في الشارع. هنا يخرج بالفيزيقي إلى الإسقاط العام مضيفا إقناعا على إقناع، ومقرّبا الفكرة لأذهاننا المندهشة من فرط المباغتة الجميلة.
في قصة "حقيبة بلون الشفق"، يضعنا أمام حالة ذهنية صوفية فريدة من الوجد والتجلّي، إنه يقنعنا بمعجزة بمنتهى البساطة. الديك يبيض! وقد صدقنا وتفاعلنا. يحكي قصة الحقيبة على لسان البطل الذي كان في العاشرة من عمره حينئذ أي ثلاث سنوات بعد بداية القدرة علي التجريد (وهنا بالمناسبة إشارة واضحة لمراحل نمو الأطفال كما بينها العالم السويسري جون بياجيه في نظريته السيكولوجية المعروفة) مستفيدا أيضا من رحلاته وأسفاره المهنية، وهذا نسق معرفي آخر في هذه المجموعة يستحق أن نفرد له مقالا منفصلا.
إن مجموعة المخزنجي هذه تزخر بخبرة حياتية اتخذت أشكالا وأنساقا معرفية بالغة الإحكام والتنوّع، وهي صادرة عن ثقافة تطرح التساؤلات وتعلي من قيمة الشك المنبني على معطيات العقل والوجدان في مقابل الركون إلى الخبرات المكررة والقريبة.

هناك تعليق واحد:

أسما عواد يقول...

بوست جميل يا اسماء
الجميل محمد المخزنجي اللي بعتبره ملك القصة القصيرة في رايي
اوتار الماء كانت مفترقا للطرق في حياتي لقد تحولت كتاباتي بعدها تحولا كبيرا
هذا العبقري يجعلني اراهن على القصر القصيرة كفن لن ينتهي بالرغم من اكتساح الرواية
تحياتي لك ولطاهر والاطفال

قصة أذيعت في البي بي سي لندن منذ سنوات بعنوان تيك تاك

تيك تاك’ أخافك وأطلب منك أن تعاهدني على ألا تشتري بحبي ثمنًا قليلا. تركب الدهشة ملامحك، وتقول: ’آثمٌ من يهجر الماء والخضرة والوجه الحسن.‘ تروي نبتة غروري، فأقول: ’بل الماء والطين والعقل الحسن‘. تضحك كثيرًا، وتضع كفك على كفي التي توسدت الأرض... ريفنا مغبرٌ وقاسٍ؛ لكنه مثير. الشجرات الباسقات الخضر غامقات الاخضرار تنبئني بأسماء هؤلاء الذين جلسوا قبلنا في هذا المكان. ربما كان الوحيد الذي ما زال محتفظًا بشئٍ من ملامح خميرته الأولى، فهذه القرية باستثنائه أضحت شيئًا بهتت ملامح ميلاده، فلا هي من تجليات حسن فتحي، ولا هي مدينة المال والأزرار، ولا هي قريتنا التي هجرناها بما كان فيها: أكوام الطين المتجاورة التي تناثرت في شبابيكها الصغيرة أو لم تتناثر مصابيح الزيت، واحتضنتها الصحراوات الخضراء وكثير من الحنان. إننا قاهريان مقهوران حقًا. نبدو بما نرتديه من جينز وقميصين بلون الفلوروسين كصاروخين في سماء جدارية في أحد معابد الفراعنة. أشعر فجأة بضعطات رقيقة على بطن كفي تأتي من أسفل! تلطمني الدهشة. أحرك كفي تحت ثقل كفك. تسحبها وأنت غاضبٌ كطفل. أعود فأضعها تحت كفي على أرض الحقل، وأسالك: ’هل تشعر بما أشعر به؟‘ تتهمني بالجنون، وتصيح فيّ: ’إنه غالبًا نبض إبهامي الذي أزحته توًا بعيدًا عن كفك!‘ أنفي ذلك بشدة، فيصبح غضبك كرتاج بابٍ من الصلب يستعصي عليّ فتحه. تهب وواقفًا، ’هيا بنا‘. أمعن في ضغط كفي على كتل الطين البُنِّية. أشعر بومضات منتظمة، متتابعة ترتد على بطن كفي. أدعوك للتجربة. تقول: ’أُف!‘ وتستدير عائدًا. أركع على الأرض. ألصق أذني بكتلة طين كبيرة. يغزو الإيقاع المنتظم أذني تك تك تيك تاك...تيك تاك..تيك تاك!